السبت، 23 مايو 2009

إرهاب الممانعة يستهدف مصر !


إرهاب الممانعة يستهدف مصر !
ثائر الناشف
متى ترد مصر على صبيان الحرس الثوري الإيراني الذين باتوا ينتشرون في البيت العربي كانتشار النار في الهشيم ؟ هل هانت مصر إلى الحد الذي أصبح فيه غلمان محور الممانعة يعيثون فساداً وتخريباً وتحريضاً في أرضها ؟ ولم يوفروا حتى سماءها وفضاءها الذي يجمع مشاعر وآمال العرب في بيت واحد ، ولماذا لا يريدون لهذا البيت أن يبقى عربياً في حده الأدنى ؟ رغم نفاقهم الاسلاموي الفاقع ذي اللون المذهبي الواحد الذي لا يقل عنصرية في ممارسته عن إسرائيل ، الذي ترفع لواءه إيران من أيام شاهها النافق إسماعيل الصفوي إلى يومنا هذا ، ونفاقهم العروبي المزور بشعارات تناقض نفسها على أرض الواقع من حيث التفتيت والانشطار بدل الوحدة ، والقمع والقهر بدل الحرية ، والنهب المنظم للثروة بدل الاشتراكية ، الذي ترفرف رايته غصباً عن أنف سورية .
بالأمس خونوا مصر عندما تجرأت وقالت نعم للسلام الذي يعيد الأرض المحتلة ، وقد أعادها كاملة ، واليوم يستهدفونها بكل ما أوتوا من أساليب المكر والتآمر ، فهل يمتلكون الجرأة ويقولون نعم للسلام وفرصه الضائعة ، عسى أن يعود الجولان ، أم أنهم لا يجيدون سوى ذرف دموع التماسيح على جولانهم المفقود وكيل الشتائم ونسج المؤامرات على من حال قبل عشرة أعوام ونيف من دون أن تكون مدينة حلب ولاية تركية ؟.
الكل يعلم حقيقة حزب العمال الكردستاني ( (pkkوأين تدرب وكيف جرى تسليم زعيمه عبد الله أوجلان ؟ ربما كان لبنان وما شهده شماله قبل عامين في مخيم نهر البارد اقرب إلينا من حبل من الوريد ، فالكل يعرف أيضاً كيف عبر إرهابيو فتح الإجرام وأين حطوا رحالهم وتدربوا ؟ هذا عدا عن الفرق والمليشيات الخاصة العابرة من طهران إلى بغداد وبالاتجاه المعاكس من سورية إلى العراق .
إذن ، أمام هذا الكم الهائل من الفعل الإرهابي المنظم وغير المنظم لم يبق من هدف سوى مصر ، التي باتت بخطابها الهادئ والمتبصر لحقائق الأحداث وتطوراتها ، الخط الأول والأخير أمام هذا الزحف الذي يتغطى بعباءة الممانعة تارة وثقافة المقاومة المستهلكة محلياً تارة أخرى .

كل مصر مستهدفة اليوم ، سماؤها ماؤها هواؤها وأرضها ، ومس أي واحدة منها يعني المس بكرامة وسيادة مصر الدولة ، وليست النظام كما يتوهم البعض ، فمصر لم تكن يوماً نظاماً يخاف من ظله كحال سورية ، ولا نظاماً يصدر ثورته الظلامية مثل إيران ، وفوق هذا وذاك تشهد الآن انطلاقة ديمقراطية على الصعيدين السياسي والاقتصادي ، تكفي لأن تقول للمزايدين كفوا عن مزايداتكم الفارغة .
إن محور الممانعة وتوابعه وأدواته ، يستهدف مصر استهدافاً مباشراً ، ليس لأنها في الركب الاميركي كما يتهمها مسؤولو النظام السوري ، ولا لأنها تحاصر غزة بمشاركة إسرائيل مثلما يتبجح صبية إيران من سراديب النجاة ، بل لأنها تقول ما تراه مضراً ومخلاً بأمن المنطقة وسلامتها ، وتشير بإصبعها إلى مواطن الخطأ ، وعندما كان قولها موضع اهتمام المراقبين في العالم ، فإن صداه المدوي فضح المستور وكشف عورات المتآمرين .
بعد أن استهدفوا أرضها بخلية عملائهم وخلاياهم الأخرى ، التي لا يُعلم من أمرها شيئاً ، وها هم يستهدفون فضاءها العربي بالتشويش والتضليل ، وفوق هذا يتهمونها بالتآمر عليهم من خلال الادعاء الواهم أنها بصدد استضافة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ، التي لا وجود لها ولا لأي إيراني كان في مصر ، لا من قريب ولا من بعيد ، أو من خلال الظن السيئ بالسماح لفضائية زنوبيا بالبث على قمر النايل سات ، وللعلم هي فضائية مهنية وليست ظلامية مذهبية أو طائفية تحقيرية كفضائياتهم التي تقدح وتشرخ بمصر وشعبها ليل نهار .
ما يقال عن مصر بات معلوماً على لسان فسطاط الممانعة ، لكن ما يحاك ويدبر أكبر وأكثر مما يقال . تبقى مصر ببساطة شعبها وطيبه الحضن الدافئ لكل أحرار الأرض ابتداءً من سيد الأحرار إبراهيم وزوجه إلى السيد المسيح وأمه العذراء عليهما السلام ، ولأن التاريخ يعيد نفسه أحياناً ، فهل تقول مصر كلمتها اليوم ، كما قالتها بالأمس عندما هزمت ملك الفرس داريوس وجيشه الجرار في معركة أسيوس 333 ق.م وطردته شر طردة ؟.
كاتب عربي

السبت، 16 مايو 2009

ربيع الديمقراطية في الكويت


ربيع الديمقراطية في الكويت
ثائر الناشف
رغم حرارة شمس الكويت التي لا تتيح مجالاً لفصل بالحلول محل فصل آخر ، إلا أن المتفحص لواقع الكويت ، سيلاحظ أن الحراك السياسي وعلى اختلاف ألوانه ، أحدث تحولاً في كل مناحي الحياة وساهم مفعوله الأساسي في صناعة الديمقراطية ، التي إن أزهرت ، فإن زهرها لا يذبل لطالما استمر ربيعها ، أي استمر حراكها على ذات القدر من الدفء والحيوية .
ليست الديمقراطية في الكويت عملية اقتراع في موسم انتخابي كما يظن البعض ، بالأساس لا يمكن تعريف الديمقراطية على أنها عملية اقتراع أو صندوق انتخاب وحسب ، لقد أثبتت التجربة ، أن التعددية السياسية والعمل في إطار منظومة القوانين والتشريعات التي أقرتها الدولة ، بداية الطريق نحو التأسيس لثقافة الديمقراطية التي لا تعرفها شعوب المنطقة أو لنقل لم تصل إليها بعد .
وما يجري في الكويت اليوم ، فاق كل التوقعات والوصف ، فبات من الصعب وصف مشهده السياسي ، سوى أنه ربيع سياسي تكفله الدولة لمواطنيها وربيع اجتماعي شارك فيه المواطنون وقالوا كلمتهم فيه ، وما يعزز ثقافة الديمقراطية هذه ، ليس صندوق الانتخاب كما قلنا ولا الندوات السياسية أو المنتديات ولا حتى الخطب الحماسية لتيار سياسي بعينه ، إنما شعور المواطن بمواطنيته التي توجب عليه الانخراط في الدولة وبذات الوقت تكفل له المشاركة الفاعلة وتمثيل ما يستطيع تمثيله من شرائح المجتمع ، وترك الباب مفتوحاً أمام ممارسة النقد ، وهو نقد وصل في الآونة الأخيرة إلى حدود ، أوجبت إعادة تفعيل الحياة السياسية في كل مرة .
إن ربيع الديمقراطية في الكويت أوشك أن يزهر ، وما يحصل من مخاض ، دليل على سلامة ما يحمل في ثناياه ، وهو أيضاً مؤشر حقيقي على صحة تجربته الديمقراطية ، من هنا لا مجال للخوف من أي تداعيات محتلمة عليه ، بسبب ما شهدناه في السنوات الثلاث الماضية من شد وجذب وصل إلى حدود لم يصل لها لا في لبنان ولا في مصر ، فلكل تجربته ولكل ربيعه الديمقراطي سواء في لبنان أو مصر التي تشهد انطلاقة ديمقراطية ستكون هي الأكبر من نوعها نظراً لتراكمية حراكها وتشعبات حياتها السياسية وقوة الدولة فيها ، بعكس سورية التي تعيش اليوم ضمورا سياسياً وديمقراطياً ، بعدما كانت تجربتها الديمقراطية في الأربعينات والخمسينات أول تجربة عرفتها المنطقة .
أما الأزمة السياسية التي مر بها الكويت ، فهي كما قلنا مخاض لا بد منه ، وهي دليل على الوصول لمرحلة الحل النهائي ، ولرب قائل يقول ، هذه هي الديمقراطية ، التي تعني الصخب والنقد والرأي الآخر سواء كان في حدوده الدنيا أو العليا .
أخيراً ، لكل تجربة تاريخها ، والتجارب الديمقراطية تنطلق دائماً من حدث تاريخي لكل بلد بعينه ، ولعل اجتياح الكويت في مطلع تسعينات القرن الماضي ، كان حدثاً تاريخياً في حياة الكويت الذي رد عليه ويرد اليوم ، بأمضى سلاح في العصر الحديث ، سلاح الديمقراطية والكلمة الحرة .
حقاً إن ديمقراطية الكويت جواد لا يكبو ، لكنه جواد عربي ، وهذا ما يجعلنا أكثر تفاؤلاً ، فعسى أن يصحو جوادنا
.

Thaaer-1@hotmail.com

الخميس، 7 مايو 2009

بهلوانية ترويكا الممانعة

ثائر الناشف

"عليكم أن تقصروا ألسنتكم وتفتحوا آذانكم جيداً " هذه إحدى عجائب وطرائف رئيس الثورة الإيرانية العابرة للحدود والشرعيات الوطنية ، وقد لا نفاجأ إذا ما وجدنا اسم احمدي نجاد يتصدر العجائب السبع بتصريحاته العنترية حيناً والاستعلائية الذاتية والنفسية حيناً آخر .
ربما انطوت مقولته هذه، التي تفوه بها من قلب المحور الآخر ، أي من دمشق التي زارها تضامناً مع صمودها وتصديها لذاتها المهجوسة بالخوف الأعمى من ظلها قبل خوفها من الآخرين ، فما بالنا بخوفها من إسرائيل التي يتوعدها نجاد في كل وقت وحين ، ولا ندري إن كان القصد النجادي يعني إسرائيل وحسب ، أم أنه قصد كل من هو خارج خطوط وحدود ترويكا الممانعة والممتد هذه المرة ليس هلالياً ، حتى لا يحاجج أصحابه بتهمة الطائفية والمذهبية ، بل سياسياً من طهران إلى دمشق كما درجت العادة قديماً وحديثاً باتجاه الدوحة ، التي تحاول ما بوسعها أن تسابق الزمن في اغتنام الفرص المتاحة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب والحضور السياسي ، لكن من دون أن تعلم أن تقاطعاتها المتعجلة ، حتى لو تقاطعت مع الخط الإيراني السوري كما في حصل في قمة الدوحة الأولى ، لن تؤتي أكلها ، لا في الحاضر ولا في المستقبل ، فإيران تعتبر نفسها صاحبة الدور الأساسي في المنطقة ، ومن تتقاطع مصلحته المرحلية مع مصالحها ، كحال النظام السوري الذي يؤكد أن علاقته بإيران تحكمها المصالح أولاً ، ويتوهم عندما يقول إن رؤيته تجاه إيران صحيحة وإن إيران تشاركه هذه الرؤية الثاقبة ، لأن النظام الإيراني يعتبر نفسه كما أشرنا حجر الأساس في منح الآخرين الحركة السياسية ، والذين سيتحولون أتوماتيكياً بفعل تلك الحركة الميكانيكية الممنوحة لهم نتيجة قلة فاعليتهم السياسية إلى أتباع بحسب الفكر السياسي الإيراني المعاصر ، كالنظام السوري الذي وجد نفسه محاصراً بعيد سقوط النظام العراقي ، وغارقاً في أزماته ومعزولاً بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، وإلى مرزبانات مأمورين بأوامر التاج الفارسي ، وفق الوصف القديم .
وبين الوصفين القديم والجديد ، لا يختلف الحال كثيراً ، لطالما بقي التقليد واحداً لم يتغير في مضمونه إلا ما ندر ، وهذا بدوره يساعد في فهم مرامي السياسية الإيرانية التي تتجه دوماً نحو مناطق الضعف حتى لو بعدت عنها آلاف الأميال ، وكذلك المجاورة لها التي تشكل خاصرتها الرخوة ، فعندما نقتبس من التاريخ بعض الوقائع ونطابقها مع وقائع اليوم ، سيتأكد لنا مدى تطابق وقائع الماضي مع مجريات الحاضر في السياسية الإيرانية .
ولعل سياستها مع عرب العراق الخاضعين لحكمها قديماً هي ذاتها مع عرب اليوم مع فارق العصور ، وتآمرها على ملكة تدمر (سورية) زنوبيا التي أبت أن تصبح ريشة في ذيل الغرور الفارسي رغم حصار الرومان الخانق الذي أدى إلى ما أدى إليه ، بعكس واقع سورية اليوم التي قبلت بعدما انقلبت على أمرها أن تكون عمقاً استراتيجياً ورأس جسر في منظومة النفوذ الإيراني ، اعتقاداً منها بصوابية رؤيتها السياسية ، لأن مَن يمتلك الرؤية هو القوي في السياسية .
والسؤال الموجه لترويكا الممانعة ، إذا كانت القوة السياسية محددة شرطاً بامتلاك الرؤية الصحيحة ، فهل يكون مفعولها وجوهر وجودها محدداً فقط عبر تلك التصريحات البهلوانية ، التي تقول الكثير- الكثير ولا تفعل سوى القليل ، وأن فعلت ، فإن فعلها لا يخلو من شبهة التآمر ، والتاريخ خير شاهد .
Thaaer-1@hotmail.com

الاثنين، 4 مايو 2009

حزب الله يتحسس رأسه !


"حزب الله" يتحسس رأسه !
ثائر الناشف
هل تحول "حزب الله" إلى محامي الشيطان في دفاعه المستميت عن قتلة الرئيس الراحل رفيق الحريري ؟ لقد عودنا "حزب الله" أنه لا يتحرك إلا عندما يتحسس أن الأمور وصلت إلى درجة من الخطورة لا يمكن بعدها العودة إلى الوراء .
لكنه يريد العودة إلى نقطة الصفر ، فيما يتعلق بملف قضية الحريري ، فهو ، أي حسن نصر الله أعلنها صراحة أنه لن يقبل بأي قرارٍ من المحكمة الدولية بعد اليوم ، بحجة أن التحقيق الدولي مزيف بشهوده ورؤسائه الثلاثة .
ما معنى أنه لن يقبل بأي قرار بعد اليوم ؟ وبذات الوقت يقول إن لإسرائيل ، لا غيرها ، صلة في اغتيال الحريري ، هل حقاً يدافع نصر الله عن إسرائيل بكل هذه السذاجة ، أم أنه يناور أو يريد إظهار صورة وإبطان الوجه الآخر في دفاعه هذا ، إذن ، لماذا الهجوم الشرس على المحكمة الدولية والتحقيق الدولي ؟ .
إذا كان التحقيق الدولي ظالماً بحق من أوقف على ذمته ، فهل تحقيقات أسياده في طهران والشام عادلة ؟ هذا إذا كانت عندهم أصلاً تحقيقات ، لكانوا على الأقل كشفوا عن قتلة قائده العسكري عماد مغنية في قلب عاصمة الأمويين .
يبدو أن لدى نصر الله عقدة نفسية من كلمة تحقيق ، لما تعنيه من حقائق ظاهرة وليست باطنة ، وربما أزعجه التحقيق المصري ، لدرجة أنه راح يستهتر بمصر وتاريخها ، ويسفه مؤسساتها بكل ما أوتي من تعليمات ، فعندما يرفع "حزب الله" صوته عالياً ضد التحقيق الدولي - عقيدته وعقيدة باقي التيارات الاسلاموية لا تقيم وزناً للقانون ولا القضاء - ليس معناه رفع شعبيته أو أصوات ناخبيه ، إنما استباقاً لما قد تضعه هذه المحكمة من مفاجآتٍ قد تطال رأس الحزب من دون غيره ، لا سميا أنه اعترف بخدماته اللوجستية المارقة لحدود مصر وسيادتها ، فإنه قد يكون أيضاً - من باب الافتراض - أمّن تلك الخدمة اللوجستية الجليلة لمن اغتال الحريري في قلب بيروت ، وهي عملية تعد لها دول وجيوش على أرض لبنان الصغير بعملائه الكبير بأحراره .
"حزب الله" يتخبط يميناً وشمالاً وشعبيته في الهاوية ، بعد أن دللت عليه أفعاله في العراق واليمن ومصر والمغرب والكويت ودول أميركا اللاتينية وحتى سورية الصامتة بدأ شعبها الصامت ينفض يده من غبار الممالئين لقمعه ، فهو يتهم إسرائيل باغتيال الحريري ، وبنفس الوقت يرفض التحقيق والمحكمة وكل قراراتها السابقة واللاحقة .
يستطيع "حزب الله" أن يزايد على مصر بما يشاء ، وقد لا يصغي كثيراً لاتهامها له ، لكنه وبعد القرار التقني للمحكمة الدولية بالإفراج المؤقت عن الجنرالات الأربعة ، بدأ يتحسس رأسه ، لأن المحكمة ستقول ما في جعبتها بكل مهنية بعيداً عن السياسة والتسييس الذي يتشدق به المتورطون ، وليكن ما يكون ، كما بشرنا نصر الله بحرب أهلية في لبنان ، دفنها اللبنانيون بوعيهم ونضجهم ، وحرب إقليمية ستصل بالمارينز الاميركي إلى الشام ، وما لهم وما للشام التي تصمت مدافعها في الجولان ، فهل يصمت الشيخ نصر الله تيمناً بصمت " قادته الحكماء" ؟.
إن الحقائق التي ستميط المحكمة اللثام عنها ، ستكون من دون شك مدوية ، قد تودي بلبنان والمنطقة بحرب إقليمية لا نهاية لها ، ولكن ليست إسرائيل مَن سيشعل فتيلها ، بل سيشعل فتيلها مَن غامر وأشعل فتيل حرب تموز/ يوليو وندم على فعلته ولم يرتدع بعد ؟.