من شدة الهموم والمشكلات المحيقة بنا كدنا أن ننسى القضية الأحوازية التي لا تقل أهمية عن باقي القضايا , وإذا كان ثمة تجاهلاً رسميا لها على مستوى القيادات العربية , ينبغي ألا يتحول هذا التجاهل المدان إلى الشارع العربي , لذا يجب التركيز على عدالة هذه القضية , قبل أن يطويها النسيان وتصبح في دفاتر الماضي .موقع القضية الأحوازية يجب أن يكون في القلب , مثل أي قضية أخرى , لتبقى حاضرة دوماً في الذهن , نشعر بها وبما تعانيه من مأسٍ ومحن كما نشعر بأنفسنا , لطالما استمر صوت الأحوازيين مدوياً في وجه الاحتلال الإيراني ولم يخفت مثلما خفت صوت بعضنا متواطئاً أو متحالفاً مع إيران . في كل يوم يتعرض الشعب الاحوازي لأبشع أنواع القهر , وهو قهرٌ لا يعدله قهر في التاريخ كونه يمارس ظاهرياً باسم الإسلام , والسؤال هنا , هل يجوز للمسلم أن يعتدي على أخيه المسلم ? لكنه يمارس باطنياً بفعل القومية الفارسية الطامحة والطامعة لكل ما هو حولها? يزداد هذا القهر بؤساً في صور عنصرية أشد قتامة من أي صورٍ أخرى , صورٌ باتت تصلنا من الواقع بلا تجميل أو تزييف , وما يثير الاستهجان استمرار الصمت المطبق والاستحياء الفاضح المرتسم على وجوه بعض العرب , كأنهم نسوا أن لهم قضية اسمها الأحواز , هل يمكن أن ننسى سيطرة شاه إيران رضا خان على هذه الأرض العربية الغنية بمواردها وثرواتها وحضارتها العريقة في عام 1925 وأسرة ومن ثم قتله للشيخ خزعل الكعبي ? إن تكاثر قضايا العرب المصيرية لا يغلي أو يقدم إحداها على الأخرى , نقول هذا والقضية الفلسطينية تعيش أعقد مراحل الانقسام إلى جانب القضايا الملتهبة في العراق ولبنان , ولا تفوتنا مشكلات السودان , لكن أن تسقط قضية بحجم الأحواز من الحسابات العربية في اجتماعاتهم وأثناء قممهم , فهذا وللأسف مؤشر على خروج الأحواز من دائرة الاهتمام العربي.
أمام هذه الصور الفظيعة والممارسات الشنيعة التي تقترفها إيران ضد أهل الأحواز منذ أن غزاها الأخمينيون بزعامة " بذي الأكتاف" قوروش عام 539 ق.م , والذي لا زال الإيرانيون يفتخرون بمجازره الرهيبة وعمليات نزع الأكتاف التي كان يرتكبها ضد شعب الأحواز والجزيرة والخليج العربيين , كل هذه الانتهاكات لا زالت مستمرة وأن اختلفت الأساليب والوسائل من عصر لآخر .
المؤرخون الإيرانيون يعترفون في وثائقهم بعروبة الأحواز أرضاً وتاريخاً , رغم محاولات الفرسنة والتوطين والاجتثاث , يبقى الشعب الأحوازي أكثر تمسكاً بلغته وتراثه العربيين , ونعتقد ان الوقت حان لأن تأخذ القضية الأحوازية مكانها الصحيح في صدارة اهتمامات الدول العربية , وأن يقال لإيران كما يقال لإسرائيل , فالمحتل مهما تغيرت طباعه يظل محتلاً , وإلا فإن التاريخ لا يرحم.
Thaaer-1@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق