طل الملوحي وهستيريا القمع
ثائر الناشف
لا أحد يعرف شيئاً عن أسيرة نظام القمع والمنع والاستبداد والطغيان الطائفي المقيت ، الأسيرة طل الملوحي ، إلا مَن تسنى له قراءة كتاباتها ، فبين سطورها البريئة ، ترتسم ملامح وجهها الملائكي البريء .
الوجه النقي الناصع ، كنصاعة الثلج على هضاب جولاننا المباع ، ذلك الوجه البريء الذي أرعب نظام "الصمود والممانعة" ، ربما أكثر مما أرعبته إسرائيل ، فهرول أزلامه في عتمة الليل وفي وضح النهار إلى اعتقال ذلك الوجه ، وسجنه بعيداً عن منطق الحق والعدالة التي لم يعرفها قط .
نتحدث للمرة الثانية والثالثة والعاشرة، وبالطبع ليست المرة الأخيرة، ولأنها لن تكون الأخيرة قبل أن يُخلى سبيلها، سبيل طل، أسيرة نظام الاستبداد، فقضيتها، ستظل قضيتنا جميعاً التي لن نحيد عنها، قبل أن يرى وجهها البريء شعاع النور ثانية.
فإذا كان القمع ديدن النظام السوري ، فعليه أن ينظر في مرآة نفسه ، ويسألها ألف مرة ، أي فتاة يعتقل ، ولماذا ؟.
هل سمعتم أن نظاماً عربياً ، أو حتى استعمارياً قديماً ، تجرأ واعتقل فتاة في ريعان شبابها ، وبالأمس وحده ، تناهى إلى أسماعنا نبأ استشهاد فتاة يافعة من أكراد الرقة ، أثناء احتفالها وذويها بعيد النوروز ، وعمرها بعدد وريقات الزهر ، الذي لا يزيد عن خمسة عشر وريقة ، وماذا بعد ؟.
ألا تدل أفعال نظام "المقاومة" الباغية و"الممانعة" الواهية، على أفعال ارتجالية مهووسة بشهوة الاعتقال والسجن والتعقب والترصد لشعب تاق ويتوق لحياة حرة كريمة، وهي أفعال لا تليق بالدول التي تحترم نفسها أمام الأمم المتمدنة والمتحضرة.
ألم يسأل النظام نفسه، كم من طل في سورية الآن وفي المستقبل ؟ ألا يخجل من اعتقالها ؟ وقبل ذاك ، ألا يخجل من حرمانها في التقدم إلى امتحانات الشهادة الثانوية العامة ويوعز إلى زبانيته بطردها من قاعات الامتحان ، ليقارن بينه وبين أي نظام شمولي ، طائفي ، متجبر، الأكيد أنه لن يجد نظاماً يوازيه في شهوة الاعتقال والسجن ، فهو نظامٌ مصابٌ بهستيريا القمع ، كأمضى وسيلة لتأبيد السلطة والشعب في قبضته المرتعشة .
باعتقال شيخ الحقوقيين العرب هيثم المالح ، سبق وأشرنا إلى انتهاك عذرية القضاء في سورية ، الآن وباعتقال طل الملوحي ، لم يعد ثمة شرف عسكري لمن اعتقلها أو تآمر في اعتقالها ، فعلى أصحاب الرتب العليا والدنيا ، أن يلقوا بسيوفهم ونسورهم ونجومهم في ثكناتهم ، أو أن يحملوها بغير شرف وهم مطأطئو الرؤوس ، قبل أن تلقى غداً في مزابل التاريخ ، فلا يحمل السيوف ولا يضع النسور ، سوى حماة الوطن الذين لا يهابون إلا العدو الصنديد ، لا حماة النظام الذين يرتعدون هلعاً كلما تفتحت زهرة في وادي استبدادهم ، سرعان ما اعتقلوها .
كاتب سوري
Thaaer-1@hotmail.com
ثائر الناشف
لا أحد يعرف شيئاً عن أسيرة نظام القمع والمنع والاستبداد والطغيان الطائفي المقيت ، الأسيرة طل الملوحي ، إلا مَن تسنى له قراءة كتاباتها ، فبين سطورها البريئة ، ترتسم ملامح وجهها الملائكي البريء .
الوجه النقي الناصع ، كنصاعة الثلج على هضاب جولاننا المباع ، ذلك الوجه البريء الذي أرعب نظام "الصمود والممانعة" ، ربما أكثر مما أرعبته إسرائيل ، فهرول أزلامه في عتمة الليل وفي وضح النهار إلى اعتقال ذلك الوجه ، وسجنه بعيداً عن منطق الحق والعدالة التي لم يعرفها قط .
نتحدث للمرة الثانية والثالثة والعاشرة، وبالطبع ليست المرة الأخيرة، ولأنها لن تكون الأخيرة قبل أن يُخلى سبيلها، سبيل طل، أسيرة نظام الاستبداد، فقضيتها، ستظل قضيتنا جميعاً التي لن نحيد عنها، قبل أن يرى وجهها البريء شعاع النور ثانية.
فإذا كان القمع ديدن النظام السوري ، فعليه أن ينظر في مرآة نفسه ، ويسألها ألف مرة ، أي فتاة يعتقل ، ولماذا ؟.
هل سمعتم أن نظاماً عربياً ، أو حتى استعمارياً قديماً ، تجرأ واعتقل فتاة في ريعان شبابها ، وبالأمس وحده ، تناهى إلى أسماعنا نبأ استشهاد فتاة يافعة من أكراد الرقة ، أثناء احتفالها وذويها بعيد النوروز ، وعمرها بعدد وريقات الزهر ، الذي لا يزيد عن خمسة عشر وريقة ، وماذا بعد ؟.
ألا تدل أفعال نظام "المقاومة" الباغية و"الممانعة" الواهية، على أفعال ارتجالية مهووسة بشهوة الاعتقال والسجن والتعقب والترصد لشعب تاق ويتوق لحياة حرة كريمة، وهي أفعال لا تليق بالدول التي تحترم نفسها أمام الأمم المتمدنة والمتحضرة.
ألم يسأل النظام نفسه، كم من طل في سورية الآن وفي المستقبل ؟ ألا يخجل من اعتقالها ؟ وقبل ذاك ، ألا يخجل من حرمانها في التقدم إلى امتحانات الشهادة الثانوية العامة ويوعز إلى زبانيته بطردها من قاعات الامتحان ، ليقارن بينه وبين أي نظام شمولي ، طائفي ، متجبر، الأكيد أنه لن يجد نظاماً يوازيه في شهوة الاعتقال والسجن ، فهو نظامٌ مصابٌ بهستيريا القمع ، كأمضى وسيلة لتأبيد السلطة والشعب في قبضته المرتعشة .
باعتقال شيخ الحقوقيين العرب هيثم المالح ، سبق وأشرنا إلى انتهاك عذرية القضاء في سورية ، الآن وباعتقال طل الملوحي ، لم يعد ثمة شرف عسكري لمن اعتقلها أو تآمر في اعتقالها ، فعلى أصحاب الرتب العليا والدنيا ، أن يلقوا بسيوفهم ونسورهم ونجومهم في ثكناتهم ، أو أن يحملوها بغير شرف وهم مطأطئو الرؤوس ، قبل أن تلقى غداً في مزابل التاريخ ، فلا يحمل السيوف ولا يضع النسور ، سوى حماة الوطن الذين لا يهابون إلا العدو الصنديد ، لا حماة النظام الذين يرتعدون هلعاً كلما تفتحت زهرة في وادي استبدادهم ، سرعان ما اعتقلوها .
كاتب سوري
Thaaer-1@hotmail.com