ثائر الناشف
بالوقت الذي يمعن النظام السوري في اعتقال معارضيه ، تتوهم المعارضة السورية بمختلف أطيافها في إمكانية المصالحة معه ، أو انتظار التغيير القادم الذي في اعتقادها ينبغي أن يكون سلمياً وديمقراطياً كمحاولة منها لتجنيب نفسها وهياكل الدولة المهترئة أصلاً بفعل الفساد والاستبداد ، ومعهما المجتمع السوري من عواقب وويلات ما حصل ويحصل في العراق من كوارث ونزاعات ، فهي بذلك ، أي المعارضة ، تضع النظام والرأي العام عند حقيقة أهدافها الواضحة حول أولوية التغيير السلمي ، وبعضها الآخر لا يمانع في السير على طريق الإصلاح المتدرج الذي يروج له النظام وبالتالي المصالحة معه .
أهداف المعارضة في جملتها تكاد أن تكون إيجابية لجهة انتهاجها لمبدأ سلمية التغيير وابتعادها عن الطرق الراديكالية ، تظهر إيجابيتها في نظر المحيط العربي المتربص دائماً من أي حركة تغيير تأتي من حوله ، ويكفي ما حصل حتى الآن في دول الرابطة المستقلة ( الاتحاد السوفيتي سابقاً ) من انهيارات متتالية لنظم الحكم وثورات ملونة لعروش الفساد والاستبداد الأحمر ، غير أن هذا المحيط العربي والإقليمي وحتى الدولي ، لا يملك أدنى تأثير على حركة الشعب إذا ما أراد التحرك نحو تصحيح وتصويب مساره التاريخي ، مهما امتلك هذا المحيط من وسائل التأثير التي تحول دون حدوثه أو على الأقل تأجيله حتى إشعار أخر إلى أن تتضح صورة المشهد السياسي لمستقبل المنطقة على المدى المتوسط والبعيد .
لكن استمرار المعارضة السورية على تمثل تلك الأهداف في كل نشاطاتها وحراكها السلمي أصلاً ، لا يعني أن التغيير القادم ولو بعد حين، سيأتي بفعل تراكمية أهدافها ودعواتها غير المنقطعة لبلوغ هدف التغيير ، لأن المواجهة في الأساس ليست محصورة بين المعارضة والنظام ، وأياً كانت درجة تمثيل المعارضة لفئات الشعب السوري وحجم ومستوى ذلك التمثيل ، ستظل المواجهة قائمة في اليوم أو في الغد بين رؤوس النظام وأركانه وبين شرائح المجتمع السوري بمختلف ألوانها السياسية والعرقية التي اكتوت بنار الاستبداد والقمع التهميش والنهب والهزائم المهينة لكرامة الذات .
فلا نستطيع تصور حدوث التغيير في سورية بضغطة زر أو بعصا سحرية يملكها أحد اللاعبين الكبار على الساحة السياسية ، كما لا نستطيع تصور حدوث التغيير والشعب في حالة غيبوبة كاملة لم يستفيق منها بعد ، لذا ، لن يبشره مبشر بحدوث ما كان يتمنى حدوثه ، من دون حدوث الصحوة في ضميره ووجدانه المنقطع عن الحياة بفعل القمع الممنهج .
كما لا نستطيع أن نبحر في تصوراتنا تلك ، من دون أن نتلمس العوامل المؤدية لحدوث التغيير ، وأول تلك العوامل ، الشعور بامتلاك إرادة التغيير الجماعية وليس الفردية ، يؤازرها في المقابل ، استفاقة جماعية تؤدي إلى الخروج عن صمت المقابر ، ولعل العامل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث التغيير هو القمع .
إن القمع الممنهج الذي أصبح ديدن النظام السوري وأساس وجوده الطارئ ، لازال يمارسه منذ أربعين عاماً ، ولم يوفر أي فئة من فئات المجتمع السوري كخصم تاريخي وعدو تقليدي ، يزداد أثره وتأثيره في خلق الوعي المسلوب بفعل القمع والحرمان الناتجين عن سياسة التكميم ، من شأنه أن يؤدي إلى تثوير المجتمع بما يخالف ولو لمرة واحدة حساباته وتوقعاته المستقبلية .
لم يعد الجوع ما يدفع الشعوب نحو الثورة ضد الطبقات المُستغِلة للقمة عيشها ، بقدر ما بات القمع الذي يوغل النظام السوري في ممارسته بحق الشيوخ كما جرى مع عميد الحقوقيين العرب الأستاذ هيثم المالح ، وبحق الأطفال والنساء ، سواء كانوا من رعاياه أو من الأشقاء العرب المستضعفين في أرضهم المحتلة كما حصل مع السيدة الأحوازية معصومة الكعبي وأطفالها الخمس .
وبالرغم من نجاح النظام السوري في إحكام قبضته الأمنية على كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية في سورية وما يحيطها من فوضى بناءة تضرب أرجاء المنطقة العربية ، إلا أنه فشل في تقديم الصورة البراقة عنه كنظام مؤسساتي ، بقدر ما أضفى على نفسه صورة النظام الاحتلالي الذي لا تختلف ممارساته كثيراً عن ممارسات أي محتل آخر للأرض والإنسان .
يعلم النظام السوري في سره ومن وحي قراءته للتاريخ ، أن الأبدية التي يرفع شعارها عالياً ليست من صفات الإنسان ، مهما طغى وتجبر على أخيه الإنسان ، وأن مياه النهر الراكدة ، رغم السدود والموانع ، لن تبقَ على حالها من دون أن تدفع بها مياه أخرى أشد وأقوى غزارة إلى مكان يليق بركودها الطويل .
ويعلم أيضاً ، أنه وبسلوكه القمعي ، يؤسس لتلك اللحظة التاريخية الفارقة التي ستكون بمثابة الصدمة الكهربائية أو لنقل الحجر الذي سيحرك مياهه الراكدة ، والباعث بكل الأحوال على المواجهة الساخنة بين القامع والمقموع ، بعيداً عن كل الاعتبارات السياسية الأخرى ، ومقولات التغيير الناعمة .
بالوقت الذي يمعن النظام السوري في اعتقال معارضيه ، تتوهم المعارضة السورية بمختلف أطيافها في إمكانية المصالحة معه ، أو انتظار التغيير القادم الذي في اعتقادها ينبغي أن يكون سلمياً وديمقراطياً كمحاولة منها لتجنيب نفسها وهياكل الدولة المهترئة أصلاً بفعل الفساد والاستبداد ، ومعهما المجتمع السوري من عواقب وويلات ما حصل ويحصل في العراق من كوارث ونزاعات ، فهي بذلك ، أي المعارضة ، تضع النظام والرأي العام عند حقيقة أهدافها الواضحة حول أولوية التغيير السلمي ، وبعضها الآخر لا يمانع في السير على طريق الإصلاح المتدرج الذي يروج له النظام وبالتالي المصالحة معه .
أهداف المعارضة في جملتها تكاد أن تكون إيجابية لجهة انتهاجها لمبدأ سلمية التغيير وابتعادها عن الطرق الراديكالية ، تظهر إيجابيتها في نظر المحيط العربي المتربص دائماً من أي حركة تغيير تأتي من حوله ، ويكفي ما حصل حتى الآن في دول الرابطة المستقلة ( الاتحاد السوفيتي سابقاً ) من انهيارات متتالية لنظم الحكم وثورات ملونة لعروش الفساد والاستبداد الأحمر ، غير أن هذا المحيط العربي والإقليمي وحتى الدولي ، لا يملك أدنى تأثير على حركة الشعب إذا ما أراد التحرك نحو تصحيح وتصويب مساره التاريخي ، مهما امتلك هذا المحيط من وسائل التأثير التي تحول دون حدوثه أو على الأقل تأجيله حتى إشعار أخر إلى أن تتضح صورة المشهد السياسي لمستقبل المنطقة على المدى المتوسط والبعيد .
لكن استمرار المعارضة السورية على تمثل تلك الأهداف في كل نشاطاتها وحراكها السلمي أصلاً ، لا يعني أن التغيير القادم ولو بعد حين، سيأتي بفعل تراكمية أهدافها ودعواتها غير المنقطعة لبلوغ هدف التغيير ، لأن المواجهة في الأساس ليست محصورة بين المعارضة والنظام ، وأياً كانت درجة تمثيل المعارضة لفئات الشعب السوري وحجم ومستوى ذلك التمثيل ، ستظل المواجهة قائمة في اليوم أو في الغد بين رؤوس النظام وأركانه وبين شرائح المجتمع السوري بمختلف ألوانها السياسية والعرقية التي اكتوت بنار الاستبداد والقمع التهميش والنهب والهزائم المهينة لكرامة الذات .
فلا نستطيع تصور حدوث التغيير في سورية بضغطة زر أو بعصا سحرية يملكها أحد اللاعبين الكبار على الساحة السياسية ، كما لا نستطيع تصور حدوث التغيير والشعب في حالة غيبوبة كاملة لم يستفيق منها بعد ، لذا ، لن يبشره مبشر بحدوث ما كان يتمنى حدوثه ، من دون حدوث الصحوة في ضميره ووجدانه المنقطع عن الحياة بفعل القمع الممنهج .
كما لا نستطيع أن نبحر في تصوراتنا تلك ، من دون أن نتلمس العوامل المؤدية لحدوث التغيير ، وأول تلك العوامل ، الشعور بامتلاك إرادة التغيير الجماعية وليس الفردية ، يؤازرها في المقابل ، استفاقة جماعية تؤدي إلى الخروج عن صمت المقابر ، ولعل العامل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث التغيير هو القمع .
إن القمع الممنهج الذي أصبح ديدن النظام السوري وأساس وجوده الطارئ ، لازال يمارسه منذ أربعين عاماً ، ولم يوفر أي فئة من فئات المجتمع السوري كخصم تاريخي وعدو تقليدي ، يزداد أثره وتأثيره في خلق الوعي المسلوب بفعل القمع والحرمان الناتجين عن سياسة التكميم ، من شأنه أن يؤدي إلى تثوير المجتمع بما يخالف ولو لمرة واحدة حساباته وتوقعاته المستقبلية .
لم يعد الجوع ما يدفع الشعوب نحو الثورة ضد الطبقات المُستغِلة للقمة عيشها ، بقدر ما بات القمع الذي يوغل النظام السوري في ممارسته بحق الشيوخ كما جرى مع عميد الحقوقيين العرب الأستاذ هيثم المالح ، وبحق الأطفال والنساء ، سواء كانوا من رعاياه أو من الأشقاء العرب المستضعفين في أرضهم المحتلة كما حصل مع السيدة الأحوازية معصومة الكعبي وأطفالها الخمس .
وبالرغم من نجاح النظام السوري في إحكام قبضته الأمنية على كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية في سورية وما يحيطها من فوضى بناءة تضرب أرجاء المنطقة العربية ، إلا أنه فشل في تقديم الصورة البراقة عنه كنظام مؤسساتي ، بقدر ما أضفى على نفسه صورة النظام الاحتلالي الذي لا تختلف ممارساته كثيراً عن ممارسات أي محتل آخر للأرض والإنسان .
يعلم النظام السوري في سره ومن وحي قراءته للتاريخ ، أن الأبدية التي يرفع شعارها عالياً ليست من صفات الإنسان ، مهما طغى وتجبر على أخيه الإنسان ، وأن مياه النهر الراكدة ، رغم السدود والموانع ، لن تبقَ على حالها من دون أن تدفع بها مياه أخرى أشد وأقوى غزارة إلى مكان يليق بركودها الطويل .
ويعلم أيضاً ، أنه وبسلوكه القمعي ، يؤسس لتلك اللحظة التاريخية الفارقة التي ستكون بمثابة الصدمة الكهربائية أو لنقل الحجر الذي سيحرك مياهه الراكدة ، والباعث بكل الأحوال على المواجهة الساخنة بين القامع والمقموع ، بعيداً عن كل الاعتبارات السياسية الأخرى ، ومقولات التغيير الناعمة .
ارى الاموال الخليجية تقفز من بين كلماتك , فما علاقة معصومة الأحوازية وأطفالها بالشعب السوري , أم هي انجرار وراء لعبة الأنظمة الخليجية في محاربة ايران
ردحذفايتها الحكومة الكافرة الملعونة المرتدة ايها الحكم الرافضي الكافر انشاء الله الموعد قريب جدا جدا جدا و سنشنق الملحد الاسد
ردحذف